يا أهلنا في ام الفحم: ارحمونا وارحموا انفسكم

يا أهلنا في ام الفحم: ارحمونا وارحموا انفسكم
 

يا أهلنا في ام الفحم: ارحمونا وارحموا انفسكم

 د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم

أكثر من 60 إصابة جديدة حصلت في ام الفحم خلال عشية وعطلة عيد الأضحى المبارك، هذه الحالات تكشّفت أياماً قليلة بعد مشاركة المئات منا في عدد كبير من الأعراس وسهرات الأعراس والتعاليل، وهذا مثبت وليس من فراغ نقول هذا الكلام او أننا نتجنّى على أحد،  فغالب الحالات التي حصلت كانت عدوى عائلية داخلية، بعد المشاركة المباشرة في عرس لأحد أقارب العائلة، والحالات التي اصيبت موجودة داخل بؤر عائلية معروفة لدينا، وهذا للأسف بسبب عدم المحافظة على المسافة والبعد الاجتماعي المطلوب والمحافظة على النظافة وتغسيل اليدين والتعقيم ولبس الكمامة طوال الوقت، ليس هذا فحسب، بل بسبب مشاركة عدد كبير من الناس في الأعراس، والعزائم والدعوات التي تتم من قبل أهل العرس.
فيا أهلنا الكرام؛ رجاءً ثم رجاءً، خففّوا من الدعوات والعزائم للعرس واختصروا باحتفالات العرس قدر الإمكان، وليكن الأمر مقتصراً على أهل العريسين والمقربين فقط، لأننا نفقد السيطرة خلال الحفلات والتواصل بين المشاركين والحضور، من رقص او دبكة او طعام.
ثم إننا نؤكد أيضا على موضوع الالتزام بالحجر الصحي، لمن طلب منه ذلك، او للمصابين المؤكدين الملزمين بالحجر الصحي المنزلي، والذين لا يلتزمون بتاتاً بقيود وتعليمات الحجر الصحي، فيخرجون للشارع والمشاركة بالأعراس وكأنه لا يوجد شيء او لا يوجد خطر بخروجهم واحتكاكهم بالناس، او حتى داخل المنزل، فهم لا يلتزمون بتاتاً فيحتكون ويتواصلون مع أهل البيت بشكل طبيعي، لهؤلاء نقول أن الدولة فتحت فندقاً علاجياً قريباً جداً منا، في جفعات حبيبة، هذا الفندق جهز خصيصاً للذين لا يملكون ظروفاً منزليةً مناسبة للحجر المنزلي، وهو ليس عيباً او حراماً ولا جريمةً، وفقط للمعلومة، فإن عدد نزلاء هذا الفندق وخلال أسبوعين من افتتاحه وصل إلى 50 شخصاً، منهم للأسف فقط اثنان من ام الفحم، فأين الباقون كلهم في ام الفحم، عندنا أكثر من 140 مصاباً وعشرات ان لم يكن المئات بالحجر الصحي، لماذا لا يتوجهون لهذا الفندق، حتى نقطع الطريق على انتشار الفيروس بيننا.
للأسف؛ لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل خرج الناس بمئاتهم إلى الرحلات والنزهات العائلية والأصدقاء والأقارب، إلى البحر، إلى الأحراش، بكل أسف لم يراعوا أيضا التعاليم المتبعة، وكأنه لا يوجد شيء اسمه كورونا، فيروس خطير يتجول بيننا.
فيا أهلنا في ام الفحم، تعاونوا معنا والتزموا التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، فهي الأمان والضمان لقطع دابر هذا المرض المعدي والخطير.
قلوبنا معك يا بيروت
كما كلُّ أهلِ الأرضِ حزنوا وصُعِقوا لما حصل في بيروت الشقيقة من انفجارٍ كبيرٍ في مستودع مرفأ بيروت نتج عنه أكثر من مائة ضحية وآلاف الجرحى وخسائر بالمليارات، فنحن كذلك في مدينة ام الفحم نتضامن حزنا وألماً لما حصل في بيروت، هذه الكارثة وهذا المصاب العظيم الذي أصاب أهلنا في لبنان، حقَّ علينا أن نحزنَ لما أصابهم وندعو لهم ونمد يد العون لهم، فهم في أمسّ الحاجة لنا في هذه المرحلة، كما أنهم كانوا عوناً لنا ولأشقائنا وإخواننا اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في كل مراحل النكبة والنكسة وتحملوا لأجلنا الحروب والويلات، فآن لنا أن نقفَ نحن معهم أيضا في هذه الظروف الكارثية التي تحياها لبنان.
نحن على يقين أن لبنان كما نهضت في مرات كثيرة سابقة، وقامت من بين الركام والردم، فستنهض هذه المرة أيضا لتعيد بناء ما دمر، وتقوم من جديد، لتقف على رجليها وتحتضن الجميع، كما هي لبنان التي نعرفها. فقلوبنا معك يا بيروت.