بيان البلدية من 27-03-2020

 

بيان البلدية من 27-03-2020

الزم بيتك كي ننجو جميعاً

إلى أهلي في بلدي

سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم

أهلنا الأحباب في ام الفحم، تمر علينا أيام صعبة وعصيبة، لم يكن مثلها سابقاً، وضعٌ اضطررنا أن نكون فيه، لسنا وحدنا، بل كل أهل الأرض، ليصبح الهمُّ هماً إنسانياً واحداً، وضعنا كل شيءٍ جانباً لنتفرغ لأهلنا في هذا الظرف، جندنا كل طاقاتنا وقدراتنا وإمكانياتنا، على مستوى البلد والبلدية، مجلس طوارئ بلدي وأعضاء بلدية، لجنة طوارئ تطوعية، طواقم أطباء، مخازن طرود غذائية وأدوية وغيرها، جلسات على مدار الساعة مع مندوبي الشرطة والجبهة الداخلية لمواكبة التطورات، لم ولن ندخر جهداً إلا وسخرناه إزاء هذا الفيروس القاتل، وسنسعى جاهدين لخدمة أهلنا في ام الفحم بكل ما اوتينا من قوة.

ومع ذلك يا أهلنا، إن كل ما عملناه لا يساوي شيئاً إذا لم نلتزم بتعاليم وتوجيهات الجهات الرسمية والتوجيهات الشرعية، من وزارة صحة وغيرها، لا يساوي شيئاً إذا لم نلتزم الجلوس في البيت، لا يساوي شيئا إذا لم نعمل معاً لوقف تمدّد هذا الفيروس، فلا نخرج من البيت إلا للضرورة القصوى، ومن يجب أن يكون بالعزل الصحي فليقم بذلك دون تردد أو تهاون او استهتار، فلنتحمل قليلاً، بضعة أيام، حتى تؤتي هذه الخطوات ثمارها ونخرج من هذه الأزمة العالمية، بأقل الأضرار وأقل الإصابات.

وبين هذا وذاك، لا بد لنا وأن نتطرق لقرار، لم يكن أصعب علينا من أن نتخذه، اتخذناه والقلب يعتصر ألماً، اتخذناه والعين تدمع حزناً وأسىً، إنه إغلاق بيوت الله، المساجد، لم نتوقع ولا بأسوأ أحلامنا أن يأتي اليوم وأن تغلق المساجد، لكنه قدر الله عز وجل أولاً، ثم هي الضرورات التي تفرض علينا هذا القرار، فحفظ النفس هو أصل من أصول ومقاصد الشريعة الغراء، فعلينا أن نتفهم كل خطوة نقوم بها حالياً، للحفاظ على أنفسنا جميعاً يا أهلنا، لأننا إذا لم نقم بذلك سنندم كثيراً، ولات حين مندم.

شكراً أولاً

وفي هذا المقام لا بد لنا وأن نقدم الشكر الجزيل والثناء الكبير لكل الطواقم الطبية العاملة الآن خلال هذه المحنة، شكراً لكم أيها الأطباء، شكرا لكم أيها المسعفون، شكرا لكم أيها الممرضون والممرضات على وجه الخصوص، شكراً لكم أيها الأطباء المختصون، شكراً لكم أيها العاملون في مراكز نجمة داود الحمراء وتجرون الفحوصات الخطرة، وتخاطرون بأنفسكم، والعاملون في كل مكان، في العيادات، في صناديق المرضى، في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة، شكرا لكم وجزاكم الله خيراً وكتب ذلك في ميزان حسناتكم.

شكراً ثانياً

شكرٌ آخر لا بد لنا وأن نقدمه أيضا، شكرٌ للمتبرعين والمتطوعين والناشطين والجمعيات الخيرية الفاعلة في بلدنا، مشهد فخر نرفع به رأسنا عالياً في بلدنا ام الفحم، مشهد العشرات من الشباب والطلاب الذين تفرغوا هذه الأيام ليقدموا المساعدات والمعونات ورزم المؤن لأهلنا المعوزين، من مسنين ومسنات وأصحاب الاحتياجات الخاصة وغيرها من العائلات، خاصة وأننا على أبواب شهر الصوم، شهر رمضان المبارك، فألف شكر وشكر، لكل واحد من أهلنا، ألف شكر للجان الطوارئ في الأحياء والحارات المختلفة في بلدنا، شكر لطاقم الطوارئ في قسم الخدمات الاجتماعية والمركز الجماهيري الذين يديرون هذه الحملة، ألف شكر لهم، فهذه ساعة الامتحان وهذه ساعة العطاء والانتماء، بلدنا بخير والحمد لله.

نور على نور

ومع هذه الظروف وهذه الفترة التي نعيش، لا بد وأن يكون هناك بصيص أمل ونور وضوء يأتي من آخر النفق، وهذه المرة جاءنا من الطالبة نور محمود عصام جبارين، ابنة الصف السادس في مدرسة عمر بن الخطاب، أصغر حافظة للقرآن الكريم على مستوى أم الفحم، نور التي تخرجت من جمعية بصائر الخير، فها نحن اليوم أمام مشهد فخر واعتزاز وبركة عندما تتخرج الحافظة نور وتتم الحفظ كاملًا في ذكرى الإسراء والمعراج المباركة، لتعم الفرحة على كل من سمع وعلم بختمها حفظ القرآن الكريم كاملًا.

فهنيئا لها هذا المقام وهنيئاً لأهلها، فهي تاج فخار ووقار لأهلها ولنا جميعا.